روى أن ولدا من عهد قريب , شاب من الطائشين الجاهلين بحقوق
الوالدين , وكان الأب ينصحه بلين بالابتعاد عن أمر محرم كان
الأب قد لاحظه منه , ولكن الولد صاح بوجه أبيه رافضا النصيحة
ولما شعر الأب بأنه مسؤول عن تأديب ولده أمام الله عز وجل ولأن
الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( كلكم راع وكل راع مسؤول عن
رعيته ) والأب راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته , لذا فلقد
صرخ الأب في وجه ابنه بقسوة مؤنبا , مما حدا بالولد أن صرخ
بوجه أبيه وشتمه قائلا :
أنك تتدخل فيما لا يعنيك ثم خرج , فغضب الأب على ابنه غضبا
شديدا , ولكن الولد بعد أن خرج يلعب بالكرة سقطت الكرة في بئر
عميقة ذات رائحة كريهة كانت بجانب البيت وهي مليئة بالماء
فأراد الولد أن يلتقط كرته , فلحقها إلى أن وصل حافة البئر
فانحنى قليلا لالتقاطها ولكنها زلت قدمه فوقع فجأة في البئر , فصار
ينادي لوالده الذي كان يشتمه قبل قليل :
يا والدي ساعدني .. لقد وقعت في البئر .
فهرع الأب الحنون مسرعا لما سمع الصوت , فوجد أنه قد غرق
ولقي مصرعه
فحمله الأب ببطء بعد أن تجمع الناس حوله , ولكنه ما لبث أن
سقطت من عينه دمعة
حارة وتلتها دموع غزيرة عندما قال للناس المجتمعين حوله لقد
أحببت ولدي .. فأردت
أن أنصحه لمستقبله فرفض .. وشتمني .. فمات ثم نظر إلى ابنه
بحنان وقبله قبلة
الموت وهو يبكي , فليحذر المحب لنفسه العقوق والطيش ومخالطة
الأشرار الذين لا
خير فيهم .. الذين يفسدون ولا يصلحون.. ولا حول ولا قوة إلا بالله
ملطووش .